“بيئاتي”
كان القطار، مثل الثعبان المُطارد
يهرب، وينفث فحيحه
وكان الليل يعبق
بمواعيد العشاق
برائحة الخريف، والشعر والمطر
قالت
“اسمي بيئاتي”
استمعتُ لها
وسكتتْ
أخرجتْ سيجارةً
فأشعلتها لها
شيئاً فشيئاً
تحولت السيجارة بين أصابعها إلى الرماد
وبدأتُ ـ أنا الرماد
أتحول، على مهل
إلى سيجارة مشتعلة بين شفتيها
أدركتها الغفوة
امتدتْ يدُها، بأظافرها الوردية
صوب يدي، وانجمدتْ فيها
مثل رسالة
تخفي بين طياتها خطة انقلاب
انحنتْ، شيئاً شيئاً، برأسها ـ القصيدة
وكانت كتفي، صحائف تتلقف
الفكرة الجديدة
استغرقتْ، في نومها، إلى الفجر
وأنا، كنتُ أعدُّ دون ضجرٍ
صرة أحملها من الذهب والفضة
مثل تاجر آبَ من سفره
في الصباح
حين، تركني القطار في حضن “براغ”
استيقظت “بيئاتي”، ـ الأميرة النائمة
* كوتن مورغن
ـ كوتن مورغن
سحبت حقيبتها، ونزلتْ
لم تترك شيئاً وراءها
لم تترك عنواناً، أو كلمة وداع
آه.. “بيئاتي”
كم كنتُ أريد أن أعرف
كتف مَنْ، كانت وسادتك؟
أي فارس جميل
حلَّ ضيفاً على أحلامك، إلى الفجر؟
آه.. “بيئاتي”
ليتني أعرف!
22.08.1977 براغ
* كوتن مورغن (Guten morgen): صباح الخير، بالألمانية
1995